web statisticsvisitor activity monitor
X
"العيدية" الطازجة وكورونا الجائحة

"العيدية" الطازجة وكورونا الجائحة

مضى العيد من دون "عيدية" ... يا لها من كارثة بحق "العيدية"، لكن رب قائل يقول: ما زال بالإمكان تدارك الأمر، وتوزيع العيدية في اليوم الثاني، أو الثالث.

فهل يجوز أن تتأخر "العيدية" وتوزع بائتة غير طازجة في اليوم الثاني؟

أما الثالث، فلا "عيدية" فيه، فقد قضمته اليد الحانية. 

"العيدية" جزء من تاريخ الشرق المسكون بالرمزية، ترى هل نحن على موعد مع تحولات عميقة، قد تطيح برموزنا، بما فيها "العيدية"؟

قبل أن نضرب في رمل باكر القريب، ونجيب عن السؤال، علينا أن نسأل أسئلة أخرى:

من أين جاءت "العيدية"؟

وما رمزيتها؟

ولماذا غابت هذا العيد؟

كورونا، الله لا يوفقه، كان السبب، فلولاه لمارس الرجال تقاليد راسخة في مجتمع ذكوري، ظلت "العيدية" فيه طقسًا، يمنح فيه الرجل قليلًا من المال للمرأة، وأقل منها للأطفال.

لكن من أين جاء هذا الطقس؟

"العيدية" جاءت من "العيد"، وأقرب معانيها العطف والعطاء، وأطلقت هذه المفردة على النقود والهدايا التي تُقدم للنساء والأطفال والفقراء في عيدي الفطر والأضحى.

معظم المصادر تشير إلى أن "العيدية" ظهرت أول مرة في مصر إبان العصر الفاطمي، وكانت تقدم للأطفال والفقراء على شكل هدايا، ودنانير ذهبية، وعُرفت بـ "الرسوم" أو "التوسعة".

أبقى المماليك على هذا الطقس، وكذلك العثمانيون، لكن اختفت طريقة تقديم "العيدية"، فقد أصبحت تُقدم على شكل قطع نقدية. 

غير أن مصادر أخرى تعيد "العيدية" إلى عصور موغلة في القدم، فهذا الطقس كان سائدًا، وإن بأشكال مختلفة، في الحضارات الشرقية القديمة، وقد يكون مرتبطًا بطقوس دينية قديمة.

أما أين ذهبت "عيدية" عيد الفطر؟

فأغلب الظن انها توزعت ما بين تقديمات لمؤسسات خيرية، ومعونات لفقراء، وبقي جزء منها في عهدة بخلاء، ظلت تخرج "العيدية" من جيوبهم عنوة.

"العيدية" أمست اليوم، كغيرها من العادات والتقاليد، في مهب فيروس "كورونا"، وما سيخلفه وراءه من تغييرات، قد تطاول أدق تفاصيل حياتنا.

أيضاً في هذه الحزمة


أحدث الأخبار

البث المباشر

تحديثات الطقس